دوّن يا تاريخ واهتف يا زمن للحربان «ترى» النجمة عالي الرأس

ما أروعك بالحربان وما أورع تلامذتك في الملعب يوم قالوا كلمتهم الحاسمة وان كانوا خارج الفورمة يوم أمس، ولكن عندما كان بإمكانهم الفوز حققوه في وقت حرج صبوا من خلاله الغضب على الثعلب الحالاوي ورموه بهدفين نظيفين أحرزهما القائد الفارس الأسمر قناص الشباك راشد جمال في الدقيقة 35 و93 من الشوط الثاني لتتزين العاصمة للكأس الملكية التي عادت من جديد إلى خزينتها لتقر أعين أبناء النجمة الذين توجوا بها في ختام المسك والعنبر لهم بعدما خسر وثلاثة كؤوس كانت في متناول يدهم.

ولكن كأس الملك كحل أعينهم وخرج راضياً بحصاد هذا الموسم ليعانق به جماهيره التي ساندته في الحلوة والمرة فعاد الأبيض إلى عرينه متوجاً بالكأس الملكية والذي زفته الجماهير إلى مكانه الطبيعي لترتسم الابتسامات على شفاه أبناء العاصمة ملوّحين بالتحية والثناء إلى المدرب الوطني القدير ابن النادي خالد الحربان ولطاقمه المساعد والمدير الفني الجندي المجهول محمود فخرو الذي له اليد الطولى في إعداد الفريق للوصول إلى هذا الهدف الكبير من البطولة الملكية.

وفي ختام المباراة توج اللواء الركن رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الذي أناب عاهل البلاد لحضور المباراة النهائية وقلد البطل النجماوي بالكأس والميداليات الذهبية بينما قلد الحالة الميداليات الفضية.

ومن جهة أخرى، قام اللواء الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة بتكريم منتخب البحرين الأولمبي بمناسبة تأهله للتصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد بكين 2008 كرم حكام المباراة أيضا.

الشوط الأول

قدم الفريقان خلال الشوط الأول عرضاً متوسطاً غابت عنه الخطط الفنية والتكتيكية وطغى عليه الحذر والحماس الزائد وصار كل فريق يحاول إغلاق منطقته على الآخر ولذلك كانت الكرة غير مستقرة فنتجت عنها الأخطاء الكثيرة في التمرير أو الانتقال إلى الحال الهجومية إذ لم يستطع أي فريق تنفيذ طريقة اللعب المرسومة من قبل المدربين بالصورة المطلوبة ومع ذلك كان النجمة نسبياً هو الأفضل لوصوله الأكثر إلى منطقة جزاء الحالة وخصوصاً من الجهة اليمنى لدفاع الحالة التي كان يشغرها النيجيري كنت ولكنه لم يستثمر هذه الثغرة الواضحة.

لعب الحالة بطريقة 4/4/2 تتحول إلى 3/5/2 عندما ينطلق إلى الأمام بتقدم هشام العبيدلي الدفاع الأيسر لمساندة الوسط ومنع المباغتات النجماوية في الهجمات المرتدة ومن ثم العودة السريعة للتغطية في المهمة الدفاعية بينما لعب سامي الهوام وخالد الشمري كارتكاز ولعب من الجهة اليمنى راشد الشروقي ومن اليسرى ابولاجي الذي كان يعود كثيراً للتغطية ومساندة زميله هشام العبيدلي عند تحركه لمركزه وبالتالي وجد ابولاجي صعوبة في أداء مهمته الهجومية الموكولة له بأن يكون قريباً من إسماعيل عبداللطيف ويوسف زويد وكنا نعتقد أن ابولاجي وجوده مع إسماعيل عبداللطيف ستكون خطورته أكثر إلا أن المدرب قد يرى الاستفادة من سرعته حركته ولياقته البدنية في العودة لمساندة هشام وهي أفضل حال من يوسف زويد ثقيل الحركة وبالتالي صار إسماعيل عبداللطيف يعتمد على مجهوده الفردي في الانطلاقة الأمامية من دون مساندة فاوجد له صعوبة في الاقتران، ولكن في بعضها استطاع أن يجد لنفسه طريقاً في لعب الكرات العرضية.

خالد الشمري مفتاح الفريق في صنع الهجمات لم يكن في الأداء الطبيعي ولم تكن له أية مبادرة هجومية فاعلة فغاب الدور الهجومي الحالاوي إلا من الكرات الفردية.

أما الدفاع الحالاوي في العمق والجهة اليسرى فاحكم منافذه وأغلقها على هجوم النجمة ولكن تبقى ثغرة الجهة اليسرى موجودة والتي مر منها النجمة كثيراً ولم يستثمرها في المرمى.

الحراسة في الحالة خلال هذا الشوط كانت جيدة إذ كانت يقظة داخل الصندوق الخطر فكانت الكرات العالية كلها في متناول يده.

أما النجمة فقد لعب بطريقته المعتادة 5/3/2 إذ أشرك محمد نور الدين مكان حسين بودهوم في الجهة اليسرى لغياب الأخير بدعوى الإيقاف مع إعطاء نور الدين الصلاحية الأكثر في التوجه إلى الهجوم ومساندة سالم موسى في مهمته الهجومية على أن ينطلق علي سعيد من الجهة اليمنى كعادته ولعب محمد سند وحسين عبدالكريم في الارتكاز ومن أمامهم سالم موسى ليكون قريباً من المهاجمين راشد جمال وديسلفا، ولكن تنفيذ طريقة اللعب لم تكن كما هي سابقاً إذ لم نر طلعات فعلية من علي سعيد وعلى رغم تحركاته المستمرة إذ تناوب هشام العبيدلي وابولاجي في غلق المنطقة اليسرى لدفاع الحالة وبالتالي اقفل الحالة هذا المفتاح الخطر ولم تكن لسالم موسى أي بوادر هجومية وصار يتحرك من دون أي فاعلية فانقطعت الإمدادات والتحويل للهجوم.

ووجد حسين عبدالكريم ومحمد سند صعوبة في إيصال الكرات الهجومية لعدم وجود المساندة لهم من محمد نور الدين وعلي سعيد بطريقة سليمة فصارا يلعبان الكرات الطويلة والعالية غير المجدية.

الدفاع النجماوي وجد فيه بعض الثغرات الواضحة من الجهتين عند تقدم علي سعيد في اليمنى ومحمد نور الدين في اليسرى ولكن سلبية الهجوم الحالاوي لم تعطه الفرصة في الخروج من هذا الشوط ولو بهدف على أقل تقدير بعدما أضاع ثلاث فرص مؤكدة أولها في الدقيقة 7 اثر خذ وهات بين إسماعيل وسامي الهوام تهيأت الكرة للهوام الذي لعبها أرضية قوية مرت من القائم الأيسر بقليل. والثانية عندما حاول إسماعيل من مجهود فردي انطلق بالكرة من منتصف الملعب ومر من الدفاع ولعبها عرضية لزويد أثناء خروج حارس النجمة لعبها في جسمه عند الدقيقة 21 والثالثة أيضا هيأها إسماعيل عبداللطيف الذي خلص الكرة لنفسه من دفاع النجمة ولعبها للشمري الذي لعبها سهلة في يد حارس النجمة في الدقيقة 42 بينما ضاعت من النجمة فرصتان إحداها من راشد جمال الذين توغل بالكرة من الجهة اليمنى لدفاع الحالة ولعبها قوية أبعدها الحارس الحالاوي إلى ركنية في الدقيقة 10.

والثانية أيضا من راشد جمال في الجهة اليمنى لدفاع الحالة لعبها عرضية مرت من الجميع من هجوم النجمة ودفاع الحالة إلى خارج اللعب في الدقيقة 13.

عموماً كان الشوط الأول متكافئاً ومتوسطاً لم نر فيه الخطط الفنية لعدم تنفيذ كل فريق الطريقة الهجومية بالشكل المطلوب فخرجا من دون أهداف.

الشوط الثاني

سار هذا الشوط على الأسلوب والنهج نفسه الذي كان عليه الشوط الأول من دون إثارة وبعيداً عن الأداء المطلوب بلا فنيات وغلب عليه التشتيت العشوائي غير المركز والانتقال الخاطئ من الدفاع إلى الهجوم، وكانت المحاولات للوصول إلى الهجوم سلبية وخارجة من الإطار التكتيكي وكأن المباراة ودية لا تهم الفريقين فغابت كل مفاتيح الخطورة من تنفيذ طرق اللعب وصار الفريقان يلعبان أي كلام وليس هناك ما يغري على النقد والتحليل فصرنا نشاهد لقاء باهتاً خالياً من الهجمات الخطرة وخالياً من متعة اللعب وجماليته الفنية لان عناصر الجمال والمتعة كانت غائبة إذ حاول كل فريق يلعب الإغلاق لخوفهم من الأهداف وبالتالي الخسارة.

وجاءت الدقيقة 35 لتحمل خبراً ساراً للنجمة من كرة أمامية عالية خرج حارس الحالة خروجاً خاطئاً إذ لم يقفز للكرة العالية أثناء خروجه فوصلت إلى قناص الفرص الأسمراني راشد جمال الذي لعبها برأسه في المرمى الخالي محرزاً هدف فريقه الأول وسط هتافات الجماهير النجماوية التي سعدت بهذا الهدف.

بعد هذا الهدف ظننا أن الحالة سيتوجه بثقله الكامل إلى الهجوم الضاغط على دفاع النجمة ولكن صار الحالة يلعب كما لم يدخل مرماه هدف ومن دون تركيز وباستعجال تام لم يعط نفسه الأحقية في السيطرة على المجريات بل انفتح دفاعه على مصراعيه وأضاع النجمة أكثر من ثلاث فرص انفرادية تفنن في إضاعتها سالم موسى وحمد فيصل الشيخ حتى جاءت الدقيقة الثانية من الوقت الضائع المحتسب من قبل حكم المباراة الدولي جاسم محمود الذي احتسب ركلة جزاء بعد عرقلة سالم موسى من قبل دفاع الحالة تصدى لها الفارس الأسمراني راشد جمال بهدوء تام بينما سقط الحارس في اليسار في الدقيقة 93 ليؤكد النجمة أحقيته بالاحتفاظ بالكأس للعام الثاني على التوالي وللمرة الخامسة في تاريخه.



أرجع خسارة فريقه إلى الهفوات والأخطاء الفردية: الشهيبي: كان بإمكاننا إنهاء المباراة في الشوط الأول

أرجع مدرب الحالة التونسي علي الشهيبي خسارة فريقه أمس إلى الحظ والهفوات والأخطاء الفردية التي وقع فيها اللاعبون، مؤكدا أن فريقه قدم مستوى جيدا غالبية فترات المباراة إلا أن الحظ وقف أمامه.

وقال الشهيبي: «قدمنا مستوى طيبا في المباراة ولكن لم نستغل الفرص التي سنحت لنا، وكان بإمكاننا أن ننهي المباراة في الشوط الأول بعد أن سنحت للاعبين ثلاث فرص مؤكدة داخل منطقة الجزاء»، وأضاف الشهيبي «غاب التركيز عن اللاعبين ولم يحسنوا التعامل مع الكرات لتضيع علينا المباراة». وأشار الشهيبي إلى أن مستوى الفريق في الشوط الثاني هبط بسبب هبوط التركيز وهبوط معدل اللياقة البدنية عند اللاعبين، وأكد الشهيبي أن الأخطاء الفردية كانت سببا مباشرا في خسارة الفريق خصوصا في الهدف الأول والخطأ الذي لا يغتفر من حارس المرمى صلاح سلمان ما سبب صدمة كبيرة للاعبين وخصوصا أن الأفضلية كانت تتجه لصالح فريقه، وقال الشهيبي «الهدف الأول جاء في وقت قاتل من المباراة ولهذا لم تأت التغيرات التي أجريتها مفعولها وخصوصا أن الوقت كان متأخرا».

وبارك علي الشهيبي الفوز وتحقيق لقب كأس الملك إلى فريق النجمة مؤكدا أنه قدم مستوى متميزا ويستحق الفوز لأنه عرف كيف يستغل أخطاء لاعبي الحالة.

سند: أهدي الفوز إلى والدي ووالدتي وزوجتي

أهدى لاعب النجمة محمد سند الفوز واللقب الغالي الذي حققه النجمة يوم أمس إلى والدته ووالده وزوجته، مشيرا إلى أنهم توقعوا الفوز قبل المباراة.

وقال سند: «في الشوط الأول لم نظهر بمستوانا بسبب الضغط الكبير الذي كان على اللاعبين وأيضا طريقة وأسلوب لعب الحالة والذي مارس علينا ضغطا كبيرا في خط الوسط، ما مكنهم من السيطرة على مجريات اللعب»، مضيفا «في الشوط الثاني عدلنا من وضعنا وتمكنا من السيطرة على المباراة، وترجمنا ذلك إلى هدفين خرجنا بهما بالفوز وباللقب».

وأشاد سند بالمعسكر المغلق الذي أقامته إدارة النادي والذي كان أحد أسباب الفوز وخصوصا أنه وفر التركيز والراحة النفسية عند اللاعبين، وأهدى سند الفوز إلى زملائه اللاعبين وجماهير النادي وإدارة النادي وعلى رأسهم الشيخ خالد بن حمد.